الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

أوراق الثلاثينات (15)

ليست قصة ، ليست خاطرة أو مقالة 
اعتبرها أي شيء خالي من أي شيء !!


الورقة الأولى
كنت أحتسي قهوتي في الصباح أتنقل بين صفحات الأصدقاء داخل حاسوبي لأجد الكثير من التهاني تتدفق على صفحتي ،، اليوم كما يسمونه يوم عيد ميلادي
لا أدري لماذا يسمون ذكرى الميلاد عيدا ربما للتخفيف من وطأة مرور الزمن السريع وألم فقد المزيد من العمر
ذكرى  الميلاد بالنسبة لي تبدو دوما سيئة وكئيبة
حاولت مرارا أن أسعد  نفسي في هذا اليوم فهو على الأقل سبب مقنع للسعادة في كل عام
الجميع يحتفون بك ويقدمون الهدايا وهذا مشجع جدا للمرح والاندماج في هذه اللحظات الرائعة
ولكن دائما ما يحدث شيئا يفسد هذا اليوم وكأن الأقدار توصل لي رسالة معينة في كل عام
تقبلت التهاني من الأصدقاء ورجوت الله ألا يكون احدهم قد أعد لي مفاجأة هذه الليلة
فآخر مرة حدث فيها هذا حدث بالشارع حالة وفاة  فانطفأت الفرحة وساد اليوم ظلام كئيب
هذا العام سأكمل عامي الثلاثون وهنا نقطة أخرى فاصلة
روحت اتأمل وجهي في المرآة وكأنني أحاول أن أحصي عدد سنوات عمري الحقيقية من خلال الخطوط التي بدأت
تغزو وجهي ، تبدو ملامحي صغيرة هكذا يقولون ولكن تلك الخطوط تحت عيوني حتى وان أخفيتها عن الجميع
فلن أستطع أن أخفيها عن مرآتي وعن نفسي .
حاصرني حزن في هذا اليوم
فكرت أن أخرج او اتصل ببعض الاقارب  أو أحدث أي تغيير
ولكني الحقيقة صرت أتشاءم من هذا التغيير في هذا اليوم الأفضل لي ان اقضي هذا اليوم بنفس الكآبة التي اعتدتها
هذا أأمن وأضمن حتى لا يحدث شيئا مفاجئا يفسد فرحتي التي سأحاول ان استثيرها  لا داعي لان افعل أي شيء
سأقضي اليوم أمام حاسوبي المتواضع
والتلفاز مع قليل من القهوة
في المساء غفوت قليلا لأصحو على جرس باب المنزل
قمت مسرعة لافتح الباب يا للمفاجأة
اخوتي وأصدقائي معا لا ادري كيف اتفقوا جميعا وجهزوا لهذه المفاجأة
سريعا بدلت ملابسي وقضينا وقتا مبهجا وممتعا
تتعالى الضحكات نتبادل الحكايات وقطع الحلوى
وعندما انتهت الليلة وودعتهم جميعا وجلست على فراشي استعدادا للخلود إلى النوم سمعت صوت هاتفي المحمول
ينذر بأن هناك رسالة فتحتها لينقبض قلبي من تلك الكلمات المقتضبة
"البقاء لله"
كنت أعلم أنه في هذا اليوم سيحل بعض الألم

*******
الورقة الثانية
اكتوبر 1989
آخر أيام الحنان في حياتي كانت هذه الأيام وان كانت ليست آخر أيام السعادة ، السرطان ذلك المرض اللعين الذي يغزوا أجساد من نحبهم كوحش كاسر فيحرمنا اياهم ، حبهم وحنانهم رؤية وجوههم أو مجرد وجودهم في الحياة
كانت ذكرى ميلادي مختلفة هذا العالم كانت بمثابة رسالة وداع من أمي المريضة التي تماثلت قليلا للشفاء ،
ولكنه كان احتفال بائس اختلطت فيه الضحكات بالدموع المثقلة بالأوجاع في انتظار فراق محقق
أي ألم بهذا الحجم يمكن لطفل احتماله  ، يظن البعض أن الطفل تهبط عليه سكينة ربانية فيتحمل وينسى سريعا 
ولكن الحقيقة انه فعلا يتحمل بهذه السكينة الربانية لكنه أبدا لا ينسى فالالم يكبر معه عام بعد عام .
يناير 1990
في القبور النساء متشحات بالسواد تودع الموتى والطفل البري يرى عالم الموتى بشكل آخر 
فتلك المباني الصغيرة  يرى بها أشخاصا يتخيلهم يجلسون ويمرحون ليسوا نياما وليسوا بقايا جسد بالي كما يتصور كل هؤلاء الزوار انما هو يرى الحقيقة يرى وجه من فقد يتلألأ فوق النعش  ويدخل المقبرة في احتفال بهيج 
اما كل النسوة المتشحات بالسواد يحدثون ضجيجا بشعا يؤذي اذنه ببكائهم وحزنهم وصراخهم 
ليتهم يرحلون ويتركون ذلك الصغير ينهل من رؤي أمه فربما هي ايضا تتأذى من هذا الضجيج وربما هو يرى ذلك بالفعل،
يختبي بعيدا عنهم ليرى المشهد بوضوح أكثر يردد آيات من القرآن ثم يغفو في اطمئنان وربما هروب ، يحملونه إلى غرفته 
متسائلين كيف سيتحملون اسئلته وبكاءه ليفاجئهم هو بنضوجه وصبره .
اكتوبر 1990
ماالذي يجعلك تأتي بطفل إلى هذا الكون وتجعله وحيدا بلا سند ؟ بلا يد تحنو عليه وتحتضنه وترعاه تغلفه بالحب والحنان ؟
تردد هذا التساؤل في عقلي بعنف عندما جاء يوم ميلادي بدونها 
رغم أن الحنان كان يحيطني من كل جانب فبعد وفاتها اكتسبت ألف أم .
حلم الطفولة الباهت الآمل في التحقق أن عندما أكبر يوما لأصبح أم لاطفلة تشبه دميتي الصغيرة لا يجب أبدا أن أتركها وأرحل والا فلا تأتي أفضل !
كبرت بمنطق يخالف منطق كل البنات وأحلام لا تشبههم أبدا ، كبرت بأمل أن ألا أتزوج أبدا ، ولا أنجب أبدا
فهذا الألم الذي تحملته كيف اسمح بأن يعاد مع صغاري ؟! 



الخميس، 22 أغسطس 2013

(14)


أحب كل منهما الآخر كانت تجد فيه الرجل الذي حلمت به منذ صغرها وكان يرى في عيونها عالم رائع
راقي ورقيق كم تمناه وكيف صار شغوفا به لكن حدث ظروف في حياته قلبتها رأسا على عقب
ساءت احوال والده المادية والعملية ، أحدث ذلك عنده عدم توازن وبدأ في السقوط
توالت سلسلة الفشل في حياته
حتى وصل للادمان على المخدرات
بترت علاقته بها
تركته وانزوت واغلقت قلبها خوفا رغم انها لاتزال تحبه ولكن نوباته الغاضبة كانت تشاع بالمدينة بأكملها
كل منهما كان يحسب أنه قدر الآخر ولكن ما حدث أفسد كل شيء
كانت تصلي وتدعو الله أن يهديه ويصلح حاله ويرزقها الرجل الصالح وفي داخلها تكاد تقول
اصلحه ليكون هو ذاك الرجل
وكان هو يدعو أن يخرج مما فيه هذا كله وينتصر على ما آل اليه ويعود لحياته الطبيعية
و أن تكون هي حبيبته ونصيبه في آخر المطاف
الدعاء يتصارع مع القدر
استجاب الله لدعاءها كله
أما هو فادخر الله نصف الدعاء ليكفر عن ذنبه ويكون سببا في الغفران
استجاب لدعاءها ودعاءه في انصلاح حاله وهدايته
وأهداها الله من هو خير منه بكثير

ثم عوضه الله عنها بأخرى ورزقه الرضا !!

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

سؤال (13)



التدوينة المرة دي سؤال 

أتمنى كل اللي يطل على المدونة يجاوب 

ايهما أفضل في اختيار شريك الحياة انه يكون شبهك بنفس اهتماماتك وميولك والا انه يكون مختلف عنك تماما ياخدك عالمه وتاخده عالمك ؟ 

السبت، 17 أغسطس 2013

12




أقف على حافة الطريق أخشى التقدم للأمام ، الطريق غير ممهد مطلقا هكذا يخيل لي كل ما أراه منعطفات ومنخفضات ستأخذني للهاوية 
سأسقط للأبد 
كذلك لا يمكنني التراجع للخلف فالرؤية منعدمة تماما 
يخيف عليها الظلام 
لذا فأنا أحتمي بالوقوف كما أنا في موضعي هذا 
ربما كان هذا أكثر أمنا ولكن لا أدري إلى متى ستظل الرؤية محجوبة 
وإلى متى سيتملكني الخوف 
ومتى ستدب بداخلي روح المغامرة لتشجعني على اجتياز الطريق
فالوقوف إن طال سقوط آخر !!

الخميس، 15 أغسطس 2013

في الجنة (11)


في الجنة 
هقابل كل اللي حبتهم وفرقت بيننا الظروف والمسافات 
هقابل اصحابي اللي كنت بلعب معاهم وأنا صغيرة واللي مش فاكرة منهم غير ملامحهم 
واسماءهم الأولى
هقابل جدتي اللي ماشوفتهاش
وأمي اللي مالحقتش اشبع منها
وهقابل كتير قرايب في العيلة عمري في حياتي ماشوفتهم
يمكن أشوف فيهم واحدة تشبهني تمام
في الجنة 
مافيش فراق
مافيش بعد 
مافيش مسافات 
وسفر وغربة
مافيش موت..
في الجنة
أجيال كتير هتتقابل
بقلوب صافية واخلاق حلوة و وش بشوش
في الجنة 
مافيش طبقات ولا مستويات بالمادة
في بس بالتقوى
في الجنة 
متع كتير عمرنا ماسمعنا عنها ولا شوفناها
رغم كل متع الحياة المحفوفة بالألم
متع الجنة أكبر منها وابدية مابيتبعهاش حزن ولا ألم
في الجنة موعدنا نتقابل للابد
لان الحياة مهما طالت هتنتهي
ومهما طال قربنا اكيد لسبب هنفترق

طب ليه متمسكين بالدنيا ومتعها المزيفة ؟
 بنبص بس تحت رجلينا ومعندناش بعد نظر؟
الحياة يسعد بها من علم أنها مجرد طريق 

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

يقين الحلم (10)


أراك بأحلامي أنتظر أن تطأ قدميك واقعي 
لم أفقد الأمل في وجودك 
يوما ستأتي لتمحي عني كل آلام الفقد 
كل أحزان الغياب 
وتضمد كل الجروح القديمة 
وأضع كفي بكفك فأطمئن
وينكسر ذلك العند بداخلي
و تنطفيء نيران الشك
فبقلبك ذلك الأمان المقدس
والثقة التي لا تهتز ولا ترتعش
تبني بيديك بنيانا صلبا يجمعنا
لنحتمي به معا
ونعزف لحنا واحدا
لحن الحرية والحنان
كل من ينادوني اشباحا
لا يشبهون ذلك الحلم
سرابا يقطع طريقي إليك
لا تتبع السراب و الحقني
أعلم أنك تأخرت كثيرا لكنك ستأتي!

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

أفكار مبعثرة (9)



الأرق ذلك اللعين لا يتركني أغفو ولو لحظات ، عقلي لا يكف عن التفكير في كل شيء وأي شيء
رباه ألا يقف قليلا هذا التدفق ؟
لماذا كلما وضعت رأسي على وسادتي هبطت عليها كل الذكريات 
كل من عرفتهم وكل من أفتقدهم
وأحلامي 
وأخطائي التي أذنبتها وعنها تبت 
وصور من الماضي مختلطة بتفاصيل في الحاضر 
وأشياء كنت اتمنى أن أفعلها يوما وسرقني الوقت 
ولا أزال احلم بها وتؤرق نومي
اغفو قليلا لأعيش مع أحلام متقطعة تحمل رموزا غامضة 
أصحو من نومي 
أحاول اخفاء ارهاقي ببعض المساحيق
أفتح خزانتي أنظر إلى فستاني الأبيض يأخذ نصف الخزانة اخرجه في هدوء ثم أخذ طقم آخر بسيط لارتديه
اليوم يوم مصيري وحاسم 
اليوم يوم زفافي

في السيارة كان معي فستان الزفاف ، من هذه اللحظة سأبدأ التجهيز  لاستقبال حياة جديدة
لا أدري عنها شيئا ، مع شخص لا أدري ان كنت عرفته حقا أم لا 
في مدينة لا أعلم ان كنت سأرتاح في العيش بها أم لا
كل شيئ مجهول تماما بالنسبة لي 
حتى هذا الشخص الذي سيرتبط اسمي باسمه اليوم 
وعرفته عامان كاملان ، أحيانا أشك في فهمي له 
وتتبدد معرفتي له تماما عند أي موقف ممكن أن يسبب خلاف 
لا يمكنني العودة للوراء كل القوى من خلفي تدفعني للأمام وكأن منظومة الكون بأكمله تسير 
من أجل دفعي للأمام من أجل دفعي إلى "المذبح "  التعبير قاسي أعلم ولكنه مقتبس
تذكرت شعور الأميرة ديانا عندما علمت خيانة خطيبها شارلز لها قبل زواجها منه لم تبتعد
بل شعرت بنفس المنظومة الكونية التي تسوقها كالذبيحة للمذبح 
والمذبح هو الطاولة التي تقدم عليها القرابين بالكنيسة وأمامه يعقد القران 
هل الوحدة أفضل أم الدخول للعيش في المجهول أفضل ؟! 
قد تفكر أن الحياة الحالية بالوحدة هي شيء مألوف معروف جوانبه مميزاته وعيوبه
أما المجهول فلا يحمل اي شئ يخيفك او يطمئنك 
الحقيقة أنك لا تعلم شيئا عن قوانين الحياة  

فهذه الحياة التي تعيشها وتظن أنك تعرفها قد يطرأ عليها شيئا يغيرها لك تماما ويجعلها أسوأ مما تصورت

وقد يكون ذلك المجهول بالنسبة لك هو الجنة ونعيمها وقد تكون الجحيم ذاته

لماذا أسألك اذن ؟

لا لشيء انا أفكر مع نفسي فحسب

مارأيك عن الأطفال ؟

أعلم أنك ستقول هذا لتجذبني للدخول لمميزات المجهول

حتى هذه النقطة ليست مضمونة 

لا شيء مضمون وجوده

قد تتهمني بالتشاؤم الزايد ربما

ولكن الطفل بالنسبة لي هو ألم جديد يضاف إليك شخص تحبه حب جم يتحرك حولك في كل مكان

ولا تستطيع ان تخيم عليه بجناحيك لتحميه من كل سوء 

تظل معلقا به خوفا وقلقا طيلة حياتك

كما أنك تزداد قلقا بعذابه عند مماتك 

اعلم مايدور بذهنك ان ادور بسيارتي متجهة لمنزلي واتصل بذلك الزوج المنتظر 

واخبره بعدولي عن الفكرة 

صدقني شيء ما يمنعني بشدة من ذلك ألم أقل لك ان الكون كله يدفعني دفعا لهذه الخطوة 

لا مجال للتراجع 

سأواجه مصيري 

******

صعدت للطائرة عروس بالرداء الابيض من المفترض ان ينتظرني زوج المستقبل عندما اصل 

أقلعت الطائرة  وانا انظر الى بلدي وهي تصغر وتبتعد عني 

تركت بلدي وعملي وأصدقائي 

بيتي وجيراني وأحبائي 

الأماكن التي كنت أحب زيارتها 

ذكرياتي و أحلامي 

تركت كل شيء وذهبت إلى المجهول 

كانت الطائرة تقوم بحركات مقلقة جدا جذبتني من شرودي وذكرياتي وحزني

دفعتني للتفكير في منطقة أخرى تماما

لا حياة سابقة مع وحدة ولا حياة قادمة مع مجهول 

بل ربما ينتهي كل شيء هنا ويكون المصير الموت 

لا الزواج 

كيف لم أفكر في الموت ؟!!
نحن أبدا لا نملك أقدارنا 
حقا لا نعلم إلى أين سنذهب بعد الموت 
هل سنعذب أم لا ؟

كذلك لا نعلم هل سيكون زواجنا ناجح ام لا ؟

هذه أقدار

عند هذه النقطة شعرت بضآلة أفكاري وخوفي وتشاؤمي المبالغ فيه

ففي لحظة كتلك قد تنتهي كل خططي وافكاري وانتهي انا تماما 

واغوص في قاع البحار 

هبطت الطائرة وتنفست الصعداء حمدا لله 

هبطت درجات الطائرة سريعا وانا اركض لرؤية زوجي 
مقبلة عليه وعلى حياتنا معا اشعر بالسعادة لا ادري ان كانت به ام بنجاتي من موت محقق!!