الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

أفكار مبعثرة (9)



الأرق ذلك اللعين لا يتركني أغفو ولو لحظات ، عقلي لا يكف عن التفكير في كل شيء وأي شيء
رباه ألا يقف قليلا هذا التدفق ؟
لماذا كلما وضعت رأسي على وسادتي هبطت عليها كل الذكريات 
كل من عرفتهم وكل من أفتقدهم
وأحلامي 
وأخطائي التي أذنبتها وعنها تبت 
وصور من الماضي مختلطة بتفاصيل في الحاضر 
وأشياء كنت اتمنى أن أفعلها يوما وسرقني الوقت 
ولا أزال احلم بها وتؤرق نومي
اغفو قليلا لأعيش مع أحلام متقطعة تحمل رموزا غامضة 
أصحو من نومي 
أحاول اخفاء ارهاقي ببعض المساحيق
أفتح خزانتي أنظر إلى فستاني الأبيض يأخذ نصف الخزانة اخرجه في هدوء ثم أخذ طقم آخر بسيط لارتديه
اليوم يوم مصيري وحاسم 
اليوم يوم زفافي

في السيارة كان معي فستان الزفاف ، من هذه اللحظة سأبدأ التجهيز  لاستقبال حياة جديدة
لا أدري عنها شيئا ، مع شخص لا أدري ان كنت عرفته حقا أم لا 
في مدينة لا أعلم ان كنت سأرتاح في العيش بها أم لا
كل شيئ مجهول تماما بالنسبة لي 
حتى هذا الشخص الذي سيرتبط اسمي باسمه اليوم 
وعرفته عامان كاملان ، أحيانا أشك في فهمي له 
وتتبدد معرفتي له تماما عند أي موقف ممكن أن يسبب خلاف 
لا يمكنني العودة للوراء كل القوى من خلفي تدفعني للأمام وكأن منظومة الكون بأكمله تسير 
من أجل دفعي للأمام من أجل دفعي إلى "المذبح "  التعبير قاسي أعلم ولكنه مقتبس
تذكرت شعور الأميرة ديانا عندما علمت خيانة خطيبها شارلز لها قبل زواجها منه لم تبتعد
بل شعرت بنفس المنظومة الكونية التي تسوقها كالذبيحة للمذبح 
والمذبح هو الطاولة التي تقدم عليها القرابين بالكنيسة وأمامه يعقد القران 
هل الوحدة أفضل أم الدخول للعيش في المجهول أفضل ؟! 
قد تفكر أن الحياة الحالية بالوحدة هي شيء مألوف معروف جوانبه مميزاته وعيوبه
أما المجهول فلا يحمل اي شئ يخيفك او يطمئنك 
الحقيقة أنك لا تعلم شيئا عن قوانين الحياة  

فهذه الحياة التي تعيشها وتظن أنك تعرفها قد يطرأ عليها شيئا يغيرها لك تماما ويجعلها أسوأ مما تصورت

وقد يكون ذلك المجهول بالنسبة لك هو الجنة ونعيمها وقد تكون الجحيم ذاته

لماذا أسألك اذن ؟

لا لشيء انا أفكر مع نفسي فحسب

مارأيك عن الأطفال ؟

أعلم أنك ستقول هذا لتجذبني للدخول لمميزات المجهول

حتى هذه النقطة ليست مضمونة 

لا شيء مضمون وجوده

قد تتهمني بالتشاؤم الزايد ربما

ولكن الطفل بالنسبة لي هو ألم جديد يضاف إليك شخص تحبه حب جم يتحرك حولك في كل مكان

ولا تستطيع ان تخيم عليه بجناحيك لتحميه من كل سوء 

تظل معلقا به خوفا وقلقا طيلة حياتك

كما أنك تزداد قلقا بعذابه عند مماتك 

اعلم مايدور بذهنك ان ادور بسيارتي متجهة لمنزلي واتصل بذلك الزوج المنتظر 

واخبره بعدولي عن الفكرة 

صدقني شيء ما يمنعني بشدة من ذلك ألم أقل لك ان الكون كله يدفعني دفعا لهذه الخطوة 

لا مجال للتراجع 

سأواجه مصيري 

******

صعدت للطائرة عروس بالرداء الابيض من المفترض ان ينتظرني زوج المستقبل عندما اصل 

أقلعت الطائرة  وانا انظر الى بلدي وهي تصغر وتبتعد عني 

تركت بلدي وعملي وأصدقائي 

بيتي وجيراني وأحبائي 

الأماكن التي كنت أحب زيارتها 

ذكرياتي و أحلامي 

تركت كل شيء وذهبت إلى المجهول 

كانت الطائرة تقوم بحركات مقلقة جدا جذبتني من شرودي وذكرياتي وحزني

دفعتني للتفكير في منطقة أخرى تماما

لا حياة سابقة مع وحدة ولا حياة قادمة مع مجهول 

بل ربما ينتهي كل شيء هنا ويكون المصير الموت 

لا الزواج 

كيف لم أفكر في الموت ؟!!
نحن أبدا لا نملك أقدارنا 
حقا لا نعلم إلى أين سنذهب بعد الموت 
هل سنعذب أم لا ؟

كذلك لا نعلم هل سيكون زواجنا ناجح ام لا ؟

هذه أقدار

عند هذه النقطة شعرت بضآلة أفكاري وخوفي وتشاؤمي المبالغ فيه

ففي لحظة كتلك قد تنتهي كل خططي وافكاري وانتهي انا تماما 

واغوص في قاع البحار 

هبطت الطائرة وتنفست الصعداء حمدا لله 

هبطت درجات الطائرة سريعا وانا اركض لرؤية زوجي 
مقبلة عليه وعلى حياتنا معا اشعر بالسعادة لا ادري ان كانت به ام بنجاتي من موت محقق!!

هناك تعليق واحد: