الجمعة، 5 يوليو 2013

(6) عبد الوهاب مطاوع


عندما كنت صغيرة في صفوف الابتدائية الاولى كنت أجلس بجوار أمي وهي تقرأ ذلك الباب المقدس "بريد أهرام الجمعة" بإشراف الدكتور عبد الوهاب مطاوع الذي لقب بصاحب القلم الرحيم ذلك الرجل هو أكثر كاتب أثر في وجداني لم أكن لاحتمل وقتها وانا عمري 7 سنوات أن أقرأه
ولكن بعد وفاة أمي واهتمام اخوتي البنات بقراءته تقت شغفا أن أقرأ هذا الباب الذي يأسر الجميع كانت بداية قراءتي له وأنا في الصف الخامس الابتدائي ومنذ أن قرأت أول سطر في ردوده وأنا أدمنته فواظبت على قراءته بدون انقطاع بل وقص هذه الصفحات والاحتفاظ بها منذ عام 1992 وحتى عام 2004 عند وفاته التي آلمتني كثيرا أنا كنت شغوفة بقراءة كل هذه الأبواب التي تحكي قصص ومشاكل لأناس ما
مثلا باب ماذا تفعل لو كنت مكاني لـ ضياء الدين بيبرس في مجلة أكتوبر 
وكذلك باب صغير للجمهورية وبعض المجلات التي كانت تشرف فيها اقبال بركة
لم أجد فيهم جميعا ما وجدته مع عبد الوهاب مطاوع 
فقد كانت ردودهم تقليديه لحل المشكلة وفقط 
أما عبد الوهاب مطاوع فقد كان مثقفا قارءا ثريا يمنحك ثقافة عليا في سطور قليلة
فقد كان عندما يجيب على مشكلة يأتي بأمثلة من الشعر العربي والأجنبي وحكمة قديمة عربية  او عالمية
ومقولات في روايات على لسان أبطالها وآيات قرآنية
كان موسوعة ثقافية ، كان مزهل ، كنت مبهورة جدا بأسلوبه الراقي وهدوءه واتزانه ورجاحة عقله في حل المشكلة 
صنع اسرة رائعة من القراء كانت تعوضني فراغا ما في حياتي وقتها 
لا أبالغ أنه عندما توفي ونقل الباب إلى خيري رمضان أنني شعرت وقتها وكأنني فقدت قريب أو معلم ربما أب
كنت رافضة تماما لاي شخص يأتي بعده كان خيري رمضان يعمل بمكتبه في الفترة الاخيرة 
لكنه لم يستطع أن يملأ مكانه أبدا فقد كانت ردوده هزيلة لا تحوي شيئا من تلك الثقافة التي كانت تثري عقلي ووجداني , ومنذ ذلك الوقت لم أقرأ هذا الباب
أفتقده دفءه كثيرا ونصائحه وشغف انتظاره من اسبوع إلى آخر
أردت أن أكتب عنه اليوم لأن له فضل كبير في حبي للكتابة 
ولأن تلك القصص والنصائح التي كان يسديها لقراءه علمتني الكثير في الحياة 
في وقت كنت أفتقد فيه الأشخاص الذي يمكنني أن أشكو إليهم وآخذ بنصيحتهم
أردت أن أكتب عنه أيضا لأن الكثيرين قد لا يعلمون عنه شيئا ربما يقرؤن كتبه لكنهم لا يعلمون القيمة الحقيقية له
والتي دامت لسنوات كان يساعد فيها الكثيرين ممن يعرفهم من خلال خطاباتهم وممن لا يعرفهمالذين يقرؤون له في صمت .
رحمه الله وغفر له 

لمن يرغب في قراءة بعض من هذا الباب يمكنه الدخول على موقع
جريدة الاهرام والبحث عن الاعداد فيما قبل شهر اغسطس 2004 
واختيار ايام الجمعة ليس كل ماكتب متواجد على الموقع ولكن 
ستجدون الكثير .
http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/1/15/POST1.HTM

هناك 8 تعليقات:

  1. الله يرحمه من الاشخاص الا بحبهم جدا وبحب كتابته جدا

    ردحذف
  2. الله يرحمه من الناس اللى كان له آثر كبير في حياتنا

    ردحذف
  3. الله يرحمه كان انسان رائع

    ردحذف
  4. الله يرحمه أنا معرفوش لكن أنتى شوقتيني أقراله و أدور عنه :) شكراً ليكي و تدوينتك عنه شئ رائع و أسلوبك جميل و يشد القارئ

    ردحذف
  5. عبد الوهاب مطاوع بصمة انسانية حقيقة رحمة الله علية جميل جدا البوست يا اميرة

    ردحذف
  6. عبدالوهاب مطاوع :)
    كنت أنتظر أهرام الجمعة من أجله وبعد وفاته لم يعد تعنيني قراءة أي جريدة
    اتعرفت عليه متأخر بدايتي معاه وأنا في ثانوي
    أفتخر لما بقول أني اتربيت على ايده

    ردحذف
  7. جميلة هذه التدوينة.
    إن ما يربطك بنصائحة وقصصه... إضافة إلى ما تفضلت به هو أنك فتحت عينك على بابه الذي أطللت فيه على الحياة، وما يرتبط بالماضي -خاصة في الصغر- يظل رائعا ومميزا...
    جميل
    بالتوفيق

    ردحذف
  8. كنت بجمع اهرام الجمعة مخصوص علشانه
    من الشخصيات التى لن تتكرر

    ردحذف