الأربعاء، 3 يوليو 2013

(4) هدية السماء


هي جميلة هكذا يخبرها اصدقائها دوما وربما كانت تشعر بذلك لكنها لم تكن مبهرة
 و مثالية فقد يخبرها بعض المقربين من الرجال بجمالها وجاذبيتها وأحيانا ماتتعرض
لبعض كلمات الغزل عن جمال ابتسامتها وعيونها وقد تتعرض لبعض التلميحات والمضايقات في مجال عملها لكن لا احد ممن أعجبوا بها وأثنوا عليها أحبها أو أطلبها للزواج !
ذات مرة سألها زميل أن تهتم قليلا بملابسها !!
صدمها حديثه كيف تهتم بملابسها وهي تصرف كل مرتبها تقريبا على مظهرها وملابسها لكنها لا تضع المساحيق ، ترتدي "العبايات الكاجوال "أو الملونة الواسعة  تشبه "الفستان " لكنها اوسع ترتدي حجابا تقليديا فهي لا تحب ربطات الحجاب المبالغ فيها وتلك التي تحوي طبقات وأشياء تلفت النظر
هي لا تحب ان تلفت النظر
عندما أتت مجموعة من الفتيات للتدريب في عملها كن جميعهن يرتدين الملابس الضيقة يضحكون بصوت عالي ويتحدثون مع الشباب في العمل "بمياعة"  لم يعجبها أسلوبهن لكنها وجدت ذلك الزميل الذي نصحها بأن تغير من هندامها يقف معهن باستمرار وبالتحديد مع احداهن يبدو أنها أعجبته كثيرا بالبودرة التي تكاد تُظهر
ملامح وجهها و حجابها الذي تدلت منه "الشخاليل" وبنطالها الضيق وسترتها القصيرة!
هذا اذن ما كان يريد منها أن هذا هو المظهر الذي يحبه هنيئا له !!
مر العام الثلاثين من عمرها كئيبا حزينا وكان السبب في ذلك كلمات الأقارب والأصدقاء :
" غيري لبسك دة انتي لسة صغيرة ، هتعنسي انتي عديتي التلاتين وماحدش هيعيشلك ،
فكيها شوية مش شايفة البنات بيعملوا ايه اعملي زيهم "
تحدث نفسها : فليذهبن للجحيم !!
فكرت أن تشغل وقتها أكثر حتى لا تمنح فرصة لعقلها ليفكر في مثل هذا الكلام الذي يلقى على مسامعها كل يوم فالعمل لا يأخذ كل الوقت وقراءة  الكتب لا تفي بالغرض .
فقررت أن تحفظ القرآن فكيف عمرها ثلاثون عاما دون أن تحفظه كاملا ؟،
كرست وقتها للقرآن تحفظ نفسها بنفسها شعرت ببعض الصعوبة فذهبت إلى إحدى المساجد لتجيد الحفظ والقراءة
واندمجت في عالم آخر شعرت فيه بالراحة والثبات ، عالم يشد من ازرها ويقويها على كل المغريات
ومر العام الاثنين والثلاثين بلامبالاة وهدوء ، لم تعد تكترث كثيرا للسنوات ، تنظر لكل من يحدثها بابتسامة صامتة ، 
لم تعد تؤثر كلماتهم بها  ، هذه الأمور بيد الله إن كان خيرا لها ستتزوج وإن لم يكن فهي راضية تمام الرضا

حتى جاء يوم كانت تجلس بالمسجد تنتظر درسها للتحفيظ وتراجع ماحفظته في أحد الأركان 
اقتربت منها سيدة في عمر أمها  تحدثت معاها حديث قصير تعرفت فيه عليها ثم صمتت حتى تكمل مراجعة ،
فجأة انتابت السيدة حالة من ضيق التنفس لم تستطع النطق أعطتها هاتفها المحمول وهي تقول بصوت متقطع 
أحـ ـمــ ــد 
ارتبكت الفتاة حاولت مساعدتها ثم امسكت بالهاتف بحثا عن اسم " أحمد " ارتبكت أكثر عندما غابت السيددة عن الوعي
استغاثت بمن حولها لانقاذها .
دقائق ووصلت سيارة الاسعاف وذهبت معها وفي السيارة راحت تبحث عن أحمد 
ظهرت صورته على الهاتف تحدثت اليه بكلمات مقتضبة دلته بها على مكان المستشفى التي ستنقل لها والدته
وهناك رأته عرفته من صورته لكنه كان وسيما مبتسما يافعا في عيونه قلق وحيرة وامتنان 
اعطته الهاتف وانتظرت حتى اطمئنت على السيدة ثم انصرفت 
امتن الشاب كثيرا لأمانتها ومساعدتها لوالدته وعندما تعافت الأم تحول الامتنان إلى اعجاب وحب
خفق بقلبه فذهب هو ووالدته لخطبتها ! وكانت سعادتها غامرة فقد كان حقا مثلما تمنت وأكثر انه هدية السماء
فهذا النصيب لا تعلم من أي باب سيأتيك !!!

القصة مستوحاة من قراءاتي لباب بريد الاهرام باشراف عبد الوهاب مطاوع 





هناك 13 تعليقًا:

  1. ياااااااااااااه
    أد أيه حلوة و جميلة وتلمس القلب

    النصيب لا تعلم من أي بابا سيأتيك

    رائعة بجد :)

    ردحذف
  2. جميله جداً رائعه و الله يا ريت تنشريها عشان فى ناس كتير محتاجه تعرف ان الموضوع نصيب لازم نفكرهم كل شويه

    ردحذف
    الردود
    1. عندك حق عشان كدة عجبتني وعرضتها بأسلوبي :)))

      حذف
  3. أحمد ؟؟؟
    أحمدك ياااااااااااارب :D

    والله كلامك يدعو للتفاؤل وفعلاً ربنا قادر على كل شىء ولا حيلة فى الرزق . يارب يرزق كل بنات المسلمين بالأزواج الصالحين <3

    ردحذف
    الردود
    1. هههههههههههههههه في امل ان شاء الله :D
      اللهم آمين

      حذف
  4. الحبكة جميلة بس المثالية فيها كتير شويه ....مين منا بلا اخطاء ؟

    ردحذف
  5. جميييييييييييييل هى دى هدايا السماء اللى يقول يارب لازم يلاقية تسلم رؤيتك الجميلة يا اميرة

    ردحذف
  6. جميييييييييييييييييييييلة
    وعجبتنى اووووووى هى دى فعلا هدايا السما
    سلمت يُمناكِ يا رشا
    بجد حلوة اوووووووووووى
    فعلا كل حاجة نصيب وربنا كاتبلنا كل الخير ان شاء الله

    ردحذف
  7. جميلة جدا واجمل مافيها ثباتها على موقفها واحترامها لنفسهاا وايمانها بالله ..

    غريبة دى يعنى الواحدة تبيع نفسها وتخلى الناس يتفرجو عليها وتفتكر انها هتتجوز وربنا يباركلها فى الجوازة دى .. سبحان الله عقول غريبة

    ردحذف