كنت قد قررت ألا ألوث هذه الصفحة بالحديث عن السياسة ذلك أنها هذه الأيام الكتابة عنها لا تريح و تخلق مشاحنات وخلافات لا حوارات ومناقشات وتبادل أراء في رقي .
لكن بدأت الدعوة في أشد الأيام سخونة ، لا يمكن أن يمر ما نمر به الآن ولا نسجله ونتجاهل كل الأحداث التي لا نتابعها فقط وانما تسيطر على عقلنا ووجداننا ، ولأننا في خضم هذه الأحداث ماذا سندون كل يوم ؟ خاصة أن في مثل هذه الأجواء يجف الإبداع الأدبي !
كنت أعاني تخبطا شديدا هذه الأيام فالتزمت الصمت لا أحب أن أنشر دعوات للخروج فأتحمل تبعاتها
كنت في قمة حماسي منذ عامين مضا انشر في كل مكان واتحدث لجميع الناس عن ثورة طي القلوب كنت أحلم بها منذ سنوات ، ثم حدث أن مات الكثيرون ، وحدث أن أخطأنا في الكثير من الرؤى والأحكام
حتى خيل لي أننا أخطأنا حتى في الحلم !
أتذكر أننا ظللنا عاما كاملا نقاتل من أجل أن يصبح لنا رئيس آملين متفائلين ومستبشرين الخير ، وكأن كل الهموم ستزول فور استلامه
كل المشاكل ستحل سنبني ونزرع ونعمر ، سنصبح دولة نظيفة خالية من القاذورات التي تملأ الشوارع والنفوس
سينتهي كل ألم وحزن عاصرناه سنصبح دولة يضرب بها المثل في التحضر مثلما ضرب بثورتها المثل وأصبح يحاكيها الغرب !
عندما كان الخيار بين مرسي وشفيق شعرنا بالاحباط لكننا لم نفقد الأمل على كل حال
ورغم انني لم أنتخب أي منهما إلا أني كنت أدافع عن الإخوان في كل النقاشات المطروحة لانتخاب شفيق لا لشيء
سوى لكرهي الكبير لشفيق الذي ربما كان هذا خطأ؟ لا أدري ولكن هذا ماكنت أشعر به أنا أبغض شفيق بشدة
شفيق يعني انكسارا ، انكسارا لنا وللثورة انكسارا لشهداء سالت دماءهم لازالة نظام فأتينا به ذاته من خلال شخص آخر
ولم أكن اتصور أن الإنكسار آت لا محالة !! آت من فاشية الإخوان الذين لا يرون سوى أنفسهم لا يسمعون سوى أصواتهم
هم الأطهار وكل الشعب درجة ثانية ، العجرفة وعدم الاكتراث لأي من الأراء والاعتراضات ، التخوين والتكفير والسب يقذف
في كل ناحية وكل وقت .
رغم أنهم خذلوا الثورة والثوار كثيرا إلا أن الثوار غفروا لهم وانتخبوهم رغما عنهم لكن الاخوان لم يحفظوا الجميل
أخذهم الغرور والعجرفة ويبدوا أن فرحتهم بكرسي الرئاسة أعمتهم تماما
متجاهلين قوانين الحياة لا شيء يدوم لك مهما فعلت للتشبث بمكانك سينقلب عليك يوما ما !
أنا في البداية رغم ابطالي لصوتي كنت أرى أن الاخوان ليسوا بالسيئين على أي حال
اعتقد أنهم منظمين وسطيين فكريا ودينيا ، راقيين في تعاملاتهم ومهذبين جدا بالتأكيد سينطبع هذا على المجتمع كله
لم أدرك أنهم لا يريدون ان يندمجوا في المجتمع ويحسنوه ابدا هما انغلقوا عنه وعاشوا في مجتمع منغلق داخله ،
في عالم يختلف كثيرا عن عالمنا وبالتالي هم لن يصلحوا المجتمع الذي ابتعدوا عنه فليذهب للجحيم
الأهم هم الأهم الجماعة وأفرادها يحكمون هذا المجتمع الصغير ويأخذون أراءه ولا يرون الشعب سوى فيه
أما الآخرين فهم نكرة مواطنون درجة ثانية .
وزاد على ذلك تفاقم الأزمات وبدلا من حلها محاولة اقناع الناس بالتبرير لها والتعايش معها
وهذا هو الفشل بعينه ولم يكن الفشل فقط المشكلة إنما هو الفشل وقطيع التبرير البارد المستفز
فأدى هذا إلى خروج أفراد شعب مصر في كل المحافظات والميادين في مشهد يفوق مشهد الثورة على مبارك بكثير
فتلك الثورة كنا نتحايل فيها لاقناع الناس بالنزول من اجل كرامتهم وحقوقهم وكانوا غارقين في حياتهم وتفاصيلهم اليومية رافضين ، فشلنا في انزال كل هذه الاعداد الرهيبة والآن نزلت لأن مسها انعدام الأمان ومسها الغلاء وطوابير البنزين
وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة في أشد الأيام حرارة فكيف لهم لا يثورون وقد مسست صميم حياتهم اليومية ؟
هذا أيضا فشل ، فشلت في كل شيء ونجحت فيما لم يستطع الثوار فعله خلال عامين واكثر وهو تجميع كل فئات الشعب
على هدف
جمعتهم أنت ضدك .
فماذا تنتظر لترحل ؟ لست انا من يقولها كما قلتها لمبارك ، ولا يقولها النشطاء والمثقفين
ولا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب ثورة الفيسبوك
إنها جموع الشعب ، جموع تشبه تلك التي نزلت إلى ناصر ترجوه عدم الرحيل
وتشبه كثيرا من بكوه واتشحوا بالسواد ليشيعوه لمثواه الأخير
هم الشعب المطحون الصامت الصابر ، ملح الأرض ، صرخ وعلت صرخته وكلما تجاهلته ازداد اصرارا !
فارحل بشرف قبل ان تشعلها نيرانا يحرقنا جميعا !
لكن بدأت الدعوة في أشد الأيام سخونة ، لا يمكن أن يمر ما نمر به الآن ولا نسجله ونتجاهل كل الأحداث التي لا نتابعها فقط وانما تسيطر على عقلنا ووجداننا ، ولأننا في خضم هذه الأحداث ماذا سندون كل يوم ؟ خاصة أن في مثل هذه الأجواء يجف الإبداع الأدبي !
كنت أعاني تخبطا شديدا هذه الأيام فالتزمت الصمت لا أحب أن أنشر دعوات للخروج فأتحمل تبعاتها
كنت في قمة حماسي منذ عامين مضا انشر في كل مكان واتحدث لجميع الناس عن ثورة طي القلوب كنت أحلم بها منذ سنوات ، ثم حدث أن مات الكثيرون ، وحدث أن أخطأنا في الكثير من الرؤى والأحكام
حتى خيل لي أننا أخطأنا حتى في الحلم !
أتذكر أننا ظللنا عاما كاملا نقاتل من أجل أن يصبح لنا رئيس آملين متفائلين ومستبشرين الخير ، وكأن كل الهموم ستزول فور استلامه
كل المشاكل ستحل سنبني ونزرع ونعمر ، سنصبح دولة نظيفة خالية من القاذورات التي تملأ الشوارع والنفوس
سينتهي كل ألم وحزن عاصرناه سنصبح دولة يضرب بها المثل في التحضر مثلما ضرب بثورتها المثل وأصبح يحاكيها الغرب !
عندما كان الخيار بين مرسي وشفيق شعرنا بالاحباط لكننا لم نفقد الأمل على كل حال
ورغم انني لم أنتخب أي منهما إلا أني كنت أدافع عن الإخوان في كل النقاشات المطروحة لانتخاب شفيق لا لشيء
سوى لكرهي الكبير لشفيق الذي ربما كان هذا خطأ؟ لا أدري ولكن هذا ماكنت أشعر به أنا أبغض شفيق بشدة
شفيق يعني انكسارا ، انكسارا لنا وللثورة انكسارا لشهداء سالت دماءهم لازالة نظام فأتينا به ذاته من خلال شخص آخر
ولم أكن اتصور أن الإنكسار آت لا محالة !! آت من فاشية الإخوان الذين لا يرون سوى أنفسهم لا يسمعون سوى أصواتهم
هم الأطهار وكل الشعب درجة ثانية ، العجرفة وعدم الاكتراث لأي من الأراء والاعتراضات ، التخوين والتكفير والسب يقذف
في كل ناحية وكل وقت .
رغم أنهم خذلوا الثورة والثوار كثيرا إلا أن الثوار غفروا لهم وانتخبوهم رغما عنهم لكن الاخوان لم يحفظوا الجميل
أخذهم الغرور والعجرفة ويبدوا أن فرحتهم بكرسي الرئاسة أعمتهم تماما
متجاهلين قوانين الحياة لا شيء يدوم لك مهما فعلت للتشبث بمكانك سينقلب عليك يوما ما !
أنا في البداية رغم ابطالي لصوتي كنت أرى أن الاخوان ليسوا بالسيئين على أي حال
اعتقد أنهم منظمين وسطيين فكريا ودينيا ، راقيين في تعاملاتهم ومهذبين جدا بالتأكيد سينطبع هذا على المجتمع كله
لم أدرك أنهم لا يريدون ان يندمجوا في المجتمع ويحسنوه ابدا هما انغلقوا عنه وعاشوا في مجتمع منغلق داخله ،
في عالم يختلف كثيرا عن عالمنا وبالتالي هم لن يصلحوا المجتمع الذي ابتعدوا عنه فليذهب للجحيم
الأهم هم الأهم الجماعة وأفرادها يحكمون هذا المجتمع الصغير ويأخذون أراءه ولا يرون الشعب سوى فيه
أما الآخرين فهم نكرة مواطنون درجة ثانية .
وزاد على ذلك تفاقم الأزمات وبدلا من حلها محاولة اقناع الناس بالتبرير لها والتعايش معها
وهذا هو الفشل بعينه ولم يكن الفشل فقط المشكلة إنما هو الفشل وقطيع التبرير البارد المستفز
فأدى هذا إلى خروج أفراد شعب مصر في كل المحافظات والميادين في مشهد يفوق مشهد الثورة على مبارك بكثير
فتلك الثورة كنا نتحايل فيها لاقناع الناس بالنزول من اجل كرامتهم وحقوقهم وكانوا غارقين في حياتهم وتفاصيلهم اليومية رافضين ، فشلنا في انزال كل هذه الاعداد الرهيبة والآن نزلت لأن مسها انعدام الأمان ومسها الغلاء وطوابير البنزين
وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة في أشد الأيام حرارة فكيف لهم لا يثورون وقد مسست صميم حياتهم اليومية ؟
هذا أيضا فشل ، فشلت في كل شيء ونجحت فيما لم يستطع الثوار فعله خلال عامين واكثر وهو تجميع كل فئات الشعب
على هدف
جمعتهم أنت ضدك .
فماذا تنتظر لترحل ؟ لست انا من يقولها كما قلتها لمبارك ، ولا يقولها النشطاء والمثقفين
ولا مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب ثورة الفيسبوك
إنها جموع الشعب ، جموع تشبه تلك التي نزلت إلى ناصر ترجوه عدم الرحيل
وتشبه كثيرا من بكوه واتشحوا بالسواد ليشيعوه لمثواه الأخير
هم الشعب المطحون الصامت الصابر ، ملح الأرض ، صرخ وعلت صرخته وكلما تجاهلته ازداد اصرارا !
فارحل بشرف قبل ان تشعلها نيرانا يحرقنا جميعا !